تعلم فن الرد في المواقف الهامة

هل وجدت يوما نفسك في موقف لم تعرف ماذا ترد فيه على تهجم ضدك، أو انتقاد لاذع، أو ربما محادثة بسيطة لكنك تمنيت لو أنك أبدية نضوجا أكثر و إبداعا أفضل في طريقة عرض أفكارك؟ فن الرد هو ميزة إما يولد الانسان بها أو يكتسبها عن طريق عدة طرق. تعلم فن الرد للخروج من المواقف الصعبة أو لإبهار مستمعيك و كسبهم إلى صفك هو ما سنتحدث عنه في هذه المقالة. 

تعلم فن الرد في المواقف الهامة

أهمية التحلي بالهدوء:

إن أي محادثة قد تدور بينك و بين أحد ما محكومة بدرجة هدوء الطرفين، إن الطرف الأكثر رصانة و هدوء هو الطرف الرابح و المسيطر. سيطرتك على مشاعرك و ردود أفعالك بينما يقوم الطرف الاخر باستفزازك هو ضربتك القاضية نحوه. أنت تربح النزال بالحفاظ على توازنك و ترجيح كفة العقل على المشاعر التي ستغمرك أثناء الحوار. 

التمكن اللغوي: 

إن امتلاك رصيد لغوي جيد و قاعدة لقوية فذة أمر جد مهم للقدرة على استعمال الكلمات الملائمة للموقف. يمكنك أن تنمي قاعدة اللغوية من خلال الاستماع الكثير إلى الندوات و البودكاستات أو فيديوهات يوتيوب التي تتناول مواضيع تهمك و تعجبك. كما يمكنك تطوير مهاراتك اللغوية من خلال القراءة. 

اقرأ أيضا: 10 خطوات التخلص من علاقة سامة

الثقافة و المعرفة:

إنك بحاجة إلى قاعدة معرفية و ثقافية واسعة. لتتمكن من الحديث إلى الشخص بناءا على اسس سليمة ثقافية. تكسبك المعرفة ثقة كاملة بنفسك و تساعدك على الفوز بأي نقاش. الحصول على الرد المناسب أثناء الحديث يتوقف على أي مدى تصل إليه ثقافتك بالاضافة إلى تمكنك اللغوي كما سبق و أشرنا. 

الانصات: 

إن الرد الجيد يقوم على استماع العميق و التحليل الذكي لما يقوله الطرف الاخر. فهم الافكار التي يحاول المحاور طرحها و توضيحها سيجعلك تحدد في أي وضعية أنت تقف و تجمع كم الكلمات و المفردات المناسبة لما يخدم موقفك. من خلال الانصات كذلك يمكنك التعرف على مناطق الضعف و الخلل في كلام الاخر بالتالي استعمالها كنقطة انطلاق قوية للتغلب عليه بسرعة. 

لغة الجسد: 

بداية، يجب أن تتحكم في حركاتك. لأنه من المعروف أن الشخص الذي يتعرض للاستفزاز يفقد السيطرة على حركاته. تمكنك من ترويض نفسك و الالتزام الهدوء في هذه المرحلة يكسبك ثقة في نفسك و قوة في الرد تضاهي حجم التهجم و تفيه قدره. كما تهزتز ثقة المتهجم في نفسه كونه فشل في اخضاعك له. 

بالإضافة إلى أن لغة الجسد تعوض الكلمات و تزيدها جدية و حزم. مثال على ذلك لو كانت كلماتك حازمة لكن نظراتك مشتتة و نبرة صوتك مكتومة أو مهتزة فإن كلماتك لن تأثر على المتلقي و لن ترده إلى مقامه. 

اقرأ أيضا:20 قناة تيلجرام أنصحك بمتابعتها – الكنز المخفي

احصل على نظرة حادة و صوت حازم وواضح ونقي. حركات يديك متناسقة و وقفة مستقيمة و مهيبة. و ستحصل على ردك القوي و تربح النزال. أمثلة على الردود الحازمة الحركية بدون التفوه بكلمة: نظرة استهزاء بطرف العين، خفض حاجب و رفع اخر كدلالة على التحذير و التهديد. 

أساليب الرد التي تحتاجها:

  • الرد الساخر. و هو أسلوب تستعمله لجعل الاخر يبدو ضئيلا و أنه يبلغ محلا من التفاهة لا نظير له. 
  • استعمال الأمثة المشهورة و الشعبية و الحكم الموروثة. 
  • التركيز على التفاصيل و البحث عن الأخطاء اللغوية ثم استعمالها ضده للصب كل التركيز عليه و تخرج أنت من محط الأنظار. 
  • استخدام الأسئلة سواء الأسئلة القوية ذات الإيحاءات مثل: ” من سمح لك أن تتحدث معي بهذا الشكل؟ أو “أتعتقد أن من حقك إبداء رأيك في هذا الموضوع؟”  أو طرح سؤال يظهر أن الكلام يثير إزعاجك لكن بأقل حدة مثل:” أحقا تعني ما تقول؟ هل تعني ما تقول حقا؟ هل بدر مني سلوك سيئ دفعك للتعامل معي بهذا الشكل؟” هذه الردود بسيطة لكنها تسبب الاحراج للاخرين بما يكفي لوضعهم عند حدهم. 
  • يمكنك استعمال أسلوب العتاب مع الأشخاص الاكثر قربا إليك. من خلال ابداء توقعاتك الإيجابية منهم و منظورك لهم و كيف أنهم سببوا لك خيبة الأمل بما فعلوه أو قالوه توا. عادة ما يفلح هذا الأسلوب و ينتهي بك المطاف بالحصول على اعتذار. 
  • لا تنسى عزيزي القارئ أن بعض المواقف أفضل ما يمكن أن تفعله للفوز فيها هو فقط  الصمت. لسببين إما أن المتحدث شخص عزيز على قلبك قد ينتهي الأمر بجرحه إذا استمر النقاش أو أن الشخص الذي تتحدث   معه يبلغ من المستوى المتدني ما يدفعك لعدم التورط معه و النزول إلى مستواه. تذكر عزيزي القارئ أيضا أنك إن كنت تتعامل مع شخص حاد الطباع أو وقح فإن افضل رد تستطيع تقديمه هو التجاهل. 

في النهاية، نود أن نذكرك أن فن الرد يحتاج إلى تنمية كل من هذه المهارات على حدى. و أنه لا يتكون في ليلة و ضحاها. بل يحتاج إلى التدريب و الممارسة و مواصلة تطوير الذات من أجل أن تتكون لديك هذه ميزة شخصيتك. كذلك، لا تنسى أن فن الرد لا يعني بالضرورة الوقاحة و التهجم. قد يؤدي بك الأمر إلى المبالغة و جرح الاخرين. كسر الخواطر أسهل من جبرها فاحذر. نتمنى أن تكون قد استمتعت ووجدت مرادك في هذه المقالة المتواضعة، لك منا فائق المودة. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *