الخجل.. الأسباب والأعراض
على الرغم من أن الخجل انفعال شائع، والكثير منا يشعر أحياناً بالارتباك والحيرة، والتردد في المواقف الاجتماعية الجديدة إلا أن هذا الخجل قد يتملك الإنسان لدرجة يعجز فيها عن التوافق الإيجابي النشط في مواقف كثيرة، ويصبح ظاهرة نفسية تسبب بعض الآثار السلبية على نفسية الشخص وتؤدي إلى العديد من المشاكل خصوصاً عند الأطفال، لدرجة تفوق نموهم الاجتماعي وتحد من إمكانات وطاقات التعلم لديهم، ويصاب هذا الطفل بالخوف والمشاكل النفسية والعجز في مواجهة أي طارئ.
ماذا يقصد بالخجل؟
إن الشعور بالخجل في بعض المواقف الاجتماعية يعتبر انفعالاً عادياً يتعايش معه كل البشر وعادة ما يتضمن الخجل مجموعة متداخلة من الانفعالات منها الخوف والتوتر والضيق وأحيانا ارتفاع ضغط الدم، وتسهل ملاحظة الشخص الخجول من خلال تحفظه عن الكلام وتجنبه التواصل البصري، ولو نظرنا إلى كلام الشخص الخجول لوجدناه شديد الانخفاض متقطعاً مرتعشاً وبعض الأطفال يمصون أصابعهم وقد يهربون إلى غرفهم أو يتعلقون بآبائهم، ويوجد اختلاف بين الخجل وبعض أنماط السلوك مثل الحذر والتحفظ والانسحاب الاجتماعي حيث من الطبيعي أن يعاني الأطفال من الخجل في مراحل نموهم وتمثل المراهقة المبكرة بذرة الخجل المرتبط بالوعي بالذات.
قد يهمك أيضاً: هكذا تتغلبون على الخجل.
متى يصبح الخجل مشكلة؟
يمكن أن نعتبر الخجل في مراحل معينة استجابة طبيعية توافقية خاصة عند تواجد الشخص في موقف خبرة اجتماعية غامرة شديدة الإرباك والإحراج، فتعايش الأطفال مع انفعال الخجل المؤقت بالانسحاب المؤقت من الموقف ربما يفضي إلى التفكير والمراجعة وبالتالي اكتساب نوع من الإحساس بالضبط، والسيطرة وبالتالي مع تكرار هذه المواقف الاجتماعية يتضاءل الخجل بالتدريج وفي هذه الحالة إذا لم يترافق الموقف مع صعوبات أخرى لا يعتبر هذا خطراً على الأطفال وإذا اقترن هذا الخجل بصعوبات نفسية أو سلوكية يصبح انفعالا ونمط أساسي من أنماط الشخصية.
قد يعجبك: السيطرة على التوتر.
تعريف وأعراض الخجل:
-هو الانطواء على النفس ورفض المشاركة وعدم القدرة على الأخذ والعطاء في المحيط الذي يعيش فيه.
-فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص وتوقع الخطر والنقد الدائم من قبل الآخرين.
– الإحساس بالحرج والخوف من الاقتراب من الآخرين.
-استجابة للخوف متأثراً بممارسات الأم والأب والتجارب الميدانية.
-هو عاطفة قوية تدفع الشخص للشعور بأنه مليء بالعيوب وغير راضٍ عن نفسه.
أسباب الخجل:
-أسباب وراثية من الأم والأب ويمكن أن تكون من الأجداد.
-تعرض الطفل للعديد من العوامل المحيطة من الأهل أو المدرسة التي تؤدي لمنعه من إعطاء رأيه.
-وجود مشاكل متعلقة بصحة الشخص منذ ولادته، ويمكن ذكر البعض منها كالتالي: نقص التغذية، إصابة الأم خلال حملها بالاضطرابات النفسية، والذي بدوره يؤثر على نمو الجهاز العصبي للطفل.
-العزلة الاجتماعية، بسبب طبيعة عمل الوالدين، أو مكان سكن الأسرة.
-الإفراط في توفير الحماية للطفل، نتيجة الخوف الشديد عليه.
-الوعي الذاتي للشخص حول نظرة الناس له، والخوف من حكم الجو المحيط، والشعور أنه تحت الضوء دوماً.
-اللوم الذاتي بسبب الخطأ في تحديد المسؤولية، بحيث يضع الطفل تفسيرات سلبية للأشياء، والتي من الممكن أن يشعر بسببها بالذنب.
-أسباب بيولوجية، بحيث تكون تركيبة الدماغ مهيئة لظاهرة الخجل والعمل به.
-وجود إعاقة جسدية.
قد يهمك: أفضل 5 طرق للتخلص من العصبية.
أعراض ومظاهر الخجل:
يمكن تعداد الكثير من أعراض الخجل، ونستعرض منها ما يلي:
احمرار الوجه رجفان اليدين التعرق الزائد
ألم المعدة الشعور بالغثيان البكاء
الصداع الشعور بالدونية الانطواء والاكتئاب
ومن الجدير بالذكر أن الخجل وليد مرحلة الطفولة، لهذا يجب أن يتعلم الوالدان جيداً كيفية تربية الأطفال، وبناء شخصياتهم بالشكل الذي يجعلهم أقوياء، وتجنب كافة الأمور السلبية التي تؤذي شخصية الطفل، وتجعله يتبنى أفكار غير صحيحة حوله، وحول الآخرين، وإن لم تتم المعالجة في سن الطفولة، يمتد الخجل إلى سن المراهقة، ويزداد في هذا السن، وذلك عندما يتعين على الشخص المرور بمواقف جديدة، والانتقال إلى مراحل دراسية جديدة، وإن لم تتم المعالجة في سن المراهقة، فتمتد إلى سن الرشد، مما يؤدي بالشخص الخجول إلى العزلة التامة.
ويختلف الخجل عن الحياء ليس عقدة نقص بل هو خلق رفيع، يقوم صاحبه على التمنع عن كل فعل مشين، والتقصير بحق الآخرين، ويعتبر هذا الخلق من الفضائل عندما يلتزم الشخص بمبدأ التعقل، والأخلاق والآداب.
أشكال الخجل:
-خجل الاختلاط مع الآخرين، والنفور منهم، كذلك تجنب أي نشاط.
-الخجل من الحديث، وهو الالتزام بالصمت، وكذلك الاكتفاء بالإجابة، بنعم أو لا.
-خجل المظهر عند ارتداء لباس جديد، أو تغيير تسريحة الشعر.
الخجل سلوك جيد وحميد حين يكون ضمن حدوده الطبيعية، أما حين يتجاوز هذه الحدود، فإنه يصبح مشكلة، وعلينا تلافيها ومعالجتها.