الخوف من النجاح.. ماذا عنه؟
النجاح مصطلح عام وواسع، ونندفع له جميعاً في العمل، الحياة الاجتماعية، والحياة العائلية، وتنضج الرغبة في النجاح خلال مسيرة الحياة، أما الخوف من النجاح فهو حالة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص، وقد لا يدركون وجودها، وهذا الخوف قد يرعب الكثيرين، لأنهم سيكونون تحت المجهر إذا تحقق النجاح، فمن يمتلك رغبة قوية في النجاح، يعاني خوفاً شديداً من الفشل، وحتى ننجح لا بد لنا أن نختبر الفشل أولاً، فالفشل مرفوض بالنسبة للمجتمع، ونتعرض للوم والتأنيب من الأهل والأصدقاء حين نواجه الفشل غالباً، مما يقودنا للخوف من الفشل لاحقاً، فالخوف أمر معقد ينتج عن التجارب والصدمات المتكررة والمتراكمة، كما أن للقلق دور هام في تطوير الخوف، فيختبر جميع الناس الخوف، عبر المواقف المتعددة في حياتهم اليومية.
والاستجابة العاطفية للخوف أمر شخصي للغاية، لأن الخوف عادة ما ينطوي على بعض التفاعلات الكيميائية الموجودة في أدمغتنا، كالسعادة أو الإثارة.
يمكنك الاطلاع على: النفسية مع د.محمد طه..الخوف من النجاح
الخوف من النجاح
هو من الحالات الشائعة التي تدفع صاحبها إلى تجنب القيام بأي نوع من الأنشطة العملية عبر المماطلة في إنجاز العمل، وتجنب أي إنجاز يسلط الضوء على القدرات التي يتمتع بها.
ويرتبط الخوف من النجاح بمدى السيطرة الذي يشعر به المريض تجاه حياته الخاصة، لأن أولئك الذين يشعرون أن القوى الخارجية مؤثرة عليهم يميلون لأن يكونوا أكثر عرضة للخوف من النجاح، فربما لا يشعرون أن نجاحهم قد تحقق، وربما يخشون من بعض القوى الخارجية التي قد تؤذي نجاحهم.
والبعض يخشى من النجاح والفشل في آن واحد، وهذا الوضع في غاية الصعوبة، وقد تصيب هذه الحالة الدماغ بالشلل من كثرة التردد، إذ أن الشخص يصبح عاجزاً عن اتخاذ أي قرار.
وغالباً ما يكون الخوف من تعزيز الذات متشابكاً مع مخاوف الفشل والنجاح، والرهاب الاجتماعي كذلك لديه دور في تعزيز هذه المخاوف.
قد يهمك: نصائح لتحقيق الأحلام دون تباطؤ
أسباب الخوف من النجاح:
-انعكاس النجاح على حياة الأشخاص، وأن التغيير سيؤدي للشعور بالوحدة، وقد يعني محاربة الأعداء، والمخاوف من فقدان الأشياء الكثيرة، وتغير العلاقات مع الأشخاص الذين سيفرحون لنجاحنا، والأعداء الذين سيغارون ويحسدوننا.
-الخوف من الفشل بعد النجاح، فبعد سلسلة من النجاحات، يخاف الشخص من الفشل، فيتوقف عن أداء أي عمل أو مغامرة، تؤدي به للفشل.
-الخوف من العمل الذي يترتب عليهم بعد النجاح، والظروف الحياتية الجديدة، والمسؤوليات التي يواجهها الشخص في حال تحقيق هذا النجاح.
-يولد النجاح أحياناً شعوراً بالندم، كأن يفكر الشخص أنه كان قادراً على تحقيق هذا النجاح منذ زمن، لكنه لم يبادر لذلك.
اقرأ أيضاً: كيفية علاج القلق والتوتر.
التغلب على الخوف من أن تنجح:
توجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للتغلب على الخوف. فبعد مواجهة الخوف ومعالجته، يجب وضع الخطط للتقليل من الشعور بالمخاوف. والتخطيط للتقليل من هذه المخاوف عبر معرفة أن بعض الأمور مقدرة ولا يمكن تغييرها.فالعمل المنظم من أهم العوامل. وكذلك تمتع الأفراد بالنزاهة أثناء إنجاز العمل. يولد لديهم شعوراً أنهم قادرون على اتخاذ القرارات الصحيحة. ويمكن للخوف من الفشل أن يستجيب بشكل جيد للعلاج، عند استخدام تقنيات السلوك المعرفي. ومساعدة المصاب بطرق تفكير جديدة، إذ أنها تضع أمامه الكثير من الخيارات. ويسهم علاج التحليل النفسي للشخصية في فهم أفضل للصراعات الأساسية التي تؤدي إلى هذه المخاوف. فإن كان الدافع وراء الشعور بالخوف هو الشعور بعدم السيطرة على الحياة الخاصة. قد يتم وصف تمارين يتم من خلالها تشجيعه على العمل. وعلى اتخاذ القرارات بشكل صحيح.
ويمكنك اتباع الخطوات التالية حتى تتغلب تماماً على الخوف:
-التفكير بالفرص الذهبية التي أضاعها الخوف، والتي كانت من الممكن أن تمنحك حياة أفضل.
-اتخاذ القرارات السريع والحاسم, والتخلص من شعور الخوف. وكذلك التحلي بالقوة والمثابرة لتحقيق الأحلام.
-أخذ قسط من الراحة. وتخليص الجسم من التوتر المعيق للتفكير السليم.
-متابعة قصص الناجحين والاقتداء بهم. بهدف الشعور بالتشجيع، التحفيز، وأخذ العبرة من هذه القصص.
-تطوير المهارات، واكتساب مهارات جديدة، عبر قراءة الكتب، وحضور منتديات متنوعة ومفيدة.
ومن الضروري أن نعرف أن النجاح الحقيقي ليس مرحلة عابرة، بل هو منهج حياة، يبدأ من شعور الإنسان بالمسؤولية تجاه نفسه، ثم من رغبته الحقيقية بتحقيق مكانة لائقة في الحياة، ومن ثم صقل ذاته، ومعارفه الاجتماعية والإنسانية والثقافية، وصولاً للنجاح الحقيقي، وتذكر أنه ليس بالضرورة أن تكون قلقاً حتى تبرع، بل يكفيك أن تكون منظماً، واثقاً من ذاتك، وحازماً.