امرؤ القيس.. شاعر العرب الأول
ولد امرؤ القيس شاعر العرب الأول، في حضرموت الواقعة شرق اليمن، وهو جندح بن حجر بن الحارث الكندي، أشهر شعراء العرب، وقد كان والده ملكاً على قبيلته، وقبيلة أسد وغطفان، أما أمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية أخت كليب والزير سالم، الذي ورث البراعة الشعرية منه.
عن شعر امرؤ القيس:
يعتبر أفضل شاعر المعلقات العشر، والتي كتبت بماء الذهب، وعلقت على جدار الكعبة، وهذه المعلقات قد برزت فيها خصائص شعرية نقدية، وهي قصائد ذات قيمة نفيسة بجانبيها المعنوي واللغوي.
أما الشعر العربي في تلك الفترة فقد تميز بدقة الأساليب، إذ استخدم أجملها في التعبير والخيال، وتصوير الحياة التي عاشها العرب، إذ احتوت على كم هائل من الفكر والخيال، وأصالة التعبير والشكل الموسيقي، ولم يرقَ أي شاعر عربي فيما بعد إلى مستوى المعلقات، ويعتبر امرؤ القيس أفضل من كتب معلقة.
عن حياته:
لم يرث امرؤ القيس الملك عن أبيه، ولا عن خاله كليب، وقد استهواه شعر الغزل، ومخالطة الصعاليك، مما أدى لنقمة أبيه عليه، وطرده إلى موطن قبيلته، فعاش عابثاً مع مجموعة صعاليك من قبيلته وقبائل أخرى، وقد قضى وقتاً طويلاً في التسكع والصيد، وشرب الخمر، اللهو، ومعاشرة النساء، ومغازلتهن، لكن حياة اللهو لديه لم تدم طويلاً، فقد تلقى خبر مقتل والده الملك، على يد قبيلة بني أسد التي انقلبت عليه بعد أن كانت تحت ملكه، فتبدلت حياة الشاعر، ويبدو ان أخوة امرؤ القيس لم يكونوا على استعداد لأخذ الثأر لأبيهم، فتحمل امرؤ القيس ذلك، وقد نقل عنه قوله: (رحم الله أبي ضيعني صغيراً، وحمّلني دمه كبيراً) وقال أيضاً: (اليوم خمر، وغداً أمر)، وقد انقلبت حياته رأساً على عقب، وانتقل من الطيش إلى حياة الجد.
قد يهمك أيضاً: حقائق عن المتنبي-أفضل شعراء العرب
نقطة التحول:
قرر امرؤ القيس أن يثأر لأبيه، وأن يستعيد حكم كندة، وقد فارق الخمر واللهو، وقام بجمع أنصاره، وحشد من حوله القبائل، وقد أمده بعض الملوك بالرجال والعتاد، وقد قاتل بني أسد ونال من سيدهم(عمر بن الأشقر)، ورفض الصلح، وكذلك رفض الفدية التي عرضتها عليه القبيلة، مما جعل الحلفاء يخذلونه، ويبتعدون عنه، وقد نصحه الغساسنة بالاستنجاد بالروم، لأنهم كانوا أعداء الفرس، وقد قصد القسطنطينية للقاء الامبراطور، وبحكم علاقته القوية مع الكثير من أمراء الروم، فقد استجاب له الامبراطور، وجهز له جيشاً كبيراً، لكن بني أسد قد أرسلوا من يشي به، وفتنوا بينه وبين الامبراطور، فأرسل له الامبراطور ثياباً منسوجة من الذهب، مسمومة، وقال له أنه أرسل له حلته التي اعتاد أن يرتديها، تكرمة له وإعلاء لشأنه، وقد سر امرؤ القيس بذلك، وسارع في لبسها، فانتشر السم في جسده، وتأذى جلده كثيراً، وقد سمي ب (ذي القروح).
وقد قيل أيضاً أنه قد أعياه التعب والمرض، بعد حربه مع القبائل، ونتيجة سفره في بلاد العرب والروم. وقد أصابته الجدري. ومات في طريقه من القسطنطينية. وقد توفي في أنقرة، ورأى قبر امرأة من بنات ملك الروم. وقد دفنت بجانب جبل يسمى /عسيب/ فقرر أن يدفن قربها، وقد قال في ذلك:
أجارتنا إلى الخطوب تنوب وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان ها هان وكل غريب للغريب نسيب
ثم مات ودفن إلى جانب تلك المرأة الرومية. وحسب المصادر التركية دفن في تلة /هيدرليك/ جنوب مدينة أنقرة.
للاطلاع على: أجمل ما كتب امرؤ القيس