أسوء الأوبئة في تاريخ البشرية
انتشرت عدد من الاؤبئة السيئة التي غيرت مسار البشرية على مر التاريخ، في يومنا هذا يأتي للعالم كل فترة وباء خطير يدمر ويقتل أعداد من البشر، مثل فايروس كورونا الذي انتشر مؤخرا وأثر على كافة المجالات، على التعليم والسياحية والتنقل والتجارة وغيره، هل فايروس كورونا كان أسوأ الأوبئة في تاريخ البشرية؟
تفشي الأمراض له أضرار كثيرة وليست على الصعيد الصحي فقط، بل هي مدمرة لكافة المجالات، قديما انتشرت امراض أدت إلى دمار حضارات ونهايتها بشكل كامل.
اسوء الاوبئة في تاريخ البشرية
انتشرت الأمراض في عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الحديثة، دمرت وأثرت بشكل كبير، منها:
وباء ما قبل التاريخ
قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد انتشر وباء في قرية صينية وقضى عليها، لقد تم حشد الجثث ووضعها داخل منزل، ثم قاموا بحرقها للقضاء على الوباء ومنع انتشاره، جميع الفئات أصابت بالمرض ولم تنفذ اي فئة عثر على جثث للاطفال وللكهول وللشباب داخل هذا المنزل.
طاعون أثينا 430 قبل الميلاد
حدثت حرب قوية بين أسبرطة وأثينا وبعد فترة من بدء الحرب، أصيب أثينا وباء خطير دمر شعبها واستمر هذا الوباء لمدة خمس سنوات متتالية. لم يشهد أن هناك أسباب واضحة لهذا الوباء.
وباء قبرص بين فترة 250 إلى 271 ميلادي
وباء انتشر وحمل اسم أول ضحية له، لقد كان يدعى شخص قبريانوس وهو أول من أصيب بهذا الوباء، وأطلق اسم الطاعون القبرصي،
انتشر في تونس تحديدا في أسقف قرطاج، في وقت وصف هذا الوباء بأنه نهاية العالم، كان هذا الوباء يقتل في اليوم الواحد خمسة آلاف شخص أعراض هذا الوباء هي: الحمى. تقرحات الحلق. القيء. غرغرينا اليدين والقدمين. الإسهال.
الموت الاسود 1346-1353
انتشر هذا المرض في قارتي أسيا وأوروبا، وكان يسافر إلى باقي القارات تاركا خلفه الدمار وتعدد من القتلى، أشارت بعض الدراسات أن هذا الوباء قضى على ما يقارب أكثر من نصف سكان قارة أوروبا، وكان يطور نفسه ونتج عنه سلالة بكثيرية جديدة أطلق عليها اليرسينيا الطاعونية،
وكانت تنتشر عن طريق البراغيث والقوارض، كانت تحمل من خلال هذه الكائنات المصابة وتنقلها بين البشر، ولقد تم دفن الضحايا التي قتلت بسبب المرض في مقابر جماعية.
هذا الوباء كان له تأثير كبير على الاوروبيين فغير مسار حياتهم في كافة النواحي، واجه الأشخاص صعوبة في إيجاد أعمال، لهذا السبب أصبحت أجرة العامل أفضل من السابق، مما أدى إلى إلغاء نظام العبودي الذي كان سائد في أوروبا.
أشارت الكثير من الدراسات أن الأشخاص الباقيين على قيد الحياة كانوا يعملوا بدخل افضل وكان الوصول إلى الخبز واللحوم كانت تصل لهم بجودة عالية، وهذا الأمر ساهم في الابتكار التكنولوجي ونقص العمالة.
طاعون جستنيان 541-542 ميلادي
انتشر الوباء في الإمبراطورية البيزنطية ودمرها، ولقد أطلق عليه الطاعون الدبلي جستنيان، نسبة إلى اسم الامبراطور البيزنطي اسمه جستنيان الذي حكم الامبراطورية في 527=565 ميلادي، وكان الطاعون بداية لنهاية الإمبراطورية وانهيارها.
أصبح الطاعون يتكرر بشكل دوري، وأشارت بعض الدراسات أن توفى ما يقارب 10٪ من سكان العالم بسبب الطاعون، في عهد الإمبراطور جستنيان وصلت الإمبراطورية البيزنطية إلى قمة إزدهارها وقوتها ونفوذها على المناطق الممتدة من أوروبا الغربية حتى الشرق الأوسط.
أصيب جستنيان بالطاعون ولكنه نجى منه ولم يمت، ولكن كان للطاعون تأثير كبير في فقد الأراضي وقلة نفوذ الامبراطورية.
الأوبئة الأمريكية في القرن السادس عشر
أصيبت أمريكيا بمجموعة من الأمراض التي كان سبب المستكشفون الأوروبيون في نقلها وانتشارها، الطاعون الأمريكي وهو عبارة عن مجموعة من الأمراض الأوراسية، وأدت هذه الأمراض إلى انهيار الحضارات القائمة مثل حضارتي الأزتيك والإنكا، ولقد قضى الطاعون على 90٪ من سكان النصف الغربي للكرة الأرضية.
وباء الحمى الصفراء المنتشرة في فيلادلفيا
انتشر طاعون الحمى الصفراء في فيلادلفيا عام 1793 ميلادي، كانت فيلادلفيا في ذلك الوقت عاصمة للولايات المتحدة، تم تحرير العبيد عند انتشار المرض لاعتقادهم أنه من الخطأ تحصين العبد، ويحب تحريرهم من العبودية.
لقد قامت الدولة بتجنيد أشخاص من أجل رعاية المرضى، وكان اختيار الأشخاص ذوي الأصل الأفريقي، هذا الطاعون الكائن الناقل له البعوض، لانتشاره وكثرته في فصل الصيف لارتفاع درجة حرارته ودرجة الرطوبة.
توقع الجميع انتهاء الوباء في فصل الشتاء ولكن لم يتوقف الا بقتل البعوض، قضى هذا الوباء على 5000 شخص، وكان انتشاره في فيلادلفيا لكثرة البعوض فيها.